"أنا ما نسيتك"
"نادين ناصيف "
في استهلاله عن أداء "الفلامنكو"، يقول المؤرخ الموسيقي "آنجيل كاباليرو"، أن المغني يترك جزءًا من روحه في كل جزء من الأغنية، وإذا لم يستطع ذلك فإن المستمع سيصاب بالخيبة.
لحسن حظي أنني كنت من المستمعين الذين استمتعوا بأغنية "نادين ناصيف "الجديدة " أنا ما نسيتك".
تترك "نادين ناصيف"، منذ مطلع الأغنية، لمحاتٍ من روحها العذبة في كل جملة موسيقية، تشذو بها بصوتها.
منذ المذهب "أنا ما نسيتك واللي قلولك اني نسيتك .. كذابين "، تعود بنا المغنية بنوستالجيا، وحنين، إلى الزمن الذي انتهى.
أقول هنا انتهى، بخيبة أمل، لأن ما نسمعه اليوم من أغنيات يعبر عن هذه النهاية، إن كان بالفن، أو بالموسيقى، أو بالشعر، بالاغنية، و حتى بالحياة.
استطاعت "نادين "بعذوبة صوتها، واتقانها لكل جملة تؤديها أن تحيي هذا الماضي.
ينتهي المذهب، وتبدأ اللازمة الموسيقية في تداخل هادىء مع التعبير الموسيقي، هذه اللازمة التي اعتدنا على سماعها في أغاني الموسيقار "ملحم بركات"، يعيدها المايسترو "جوني كرم" في تأليفه الموسيقي، ببساطة الجملة وسهولتها، وجماليتها في التعبير، هذا هو السهل الممتنع الذي يطرب.
لفتني أيضا، الكورال، وصوت " نادين" الذي يمنح صدى للكورال، أشياء لم نعد نسمعها كثيراً، في الاغاني العربية. أثارت انتباهي القفلات الموسيقية التي تنتهي بها الجمل الشعرية والموسيقية ، " سرقني من مواعيدي رجعلي الغرام ... وامسكني بإيدي ضويلي الايام.. إيامي الحلوين ". كلمات الشاعر "سمير نخلة" تعبر عن حقيقة الحالة، وليست من الكلمات العابرة التي نقولها وتنسى.
إن أجمل ما في الحياة، هي الأشياء التي تنطبع في ذاكرتنا، ولا ننساها، إن كانت جملة معبرة قرأناها في كتاب، أو قصيدة معبرة حفظناها، أو أغنية ترسخت في تفكيرنا.
وأعتقد أن أغنية "أنا ما نسيتك"، هي من هذه الأشياء الجميلة في الحياة
بقلم علي شمس الدين
youtube.com/watch?time_continue=1&v=AyRnqGh8QbA.
All Rights Reserved | NJMC